كامل مصطفى الكاظمي هو عراقي أسترالي عالق في العراق منذ 10 أشهر وهو من ضمن 36000 أسترالي يريدون العودة إلى أستراليا بعدما حُرموا من العودة بسبب وباء كورونا. الحكومة الأسترالية تتوقع عودة 29000 شخص بحلول عيد الميلاد.
أعلنت الحكومة الأسترالية عن تنظيم رحلات جوية جديدة للأستراليين العالقين في الخارج في خضم وباء كورونا، في محاولة لإعادتهم إلى عائلاتهم قبل عيد الميلاد، لكن لم يتضح بعد من أين أو متى ستتم تلك الرحلات، غير أن السيد كامل مصطفى الكاظمي، وهو أسترالي من أصل عراقي، كان من بين المحظوظين، فقد أمنت له الحكومة الأسترالية تذكرة العودة إلى أستراليا هذا الشهر بعد عشرة أشهر أمضاها بعيدا عن عائلته التي تعيش في ملبورن.
وكان الأستاذ كامل مصطفى الكاظمي قد غادر أستراليا في رحلة لتفقد العائلة في العراق في شهر شباط/ فبراير من هذا العام كما جرت العادة منذ عدة أعوام، حيث كان يذهب لشهر أو شهرين على الأكثر ليعود إلى وطنه الثاني أستراليا.
لكن رحلة هذا العام كانت مختلفة. فلم يكن يعلم أن الحدود سوف تُغلق، وحركة الطيران ستتعطل، وستتقطع السبل بملايين الناس حول العالم.
ويقول الكاظمي في حديث مع SBS Arabic24 إنه ومع تفاقم الأزمة، كان يأمل بالعودة وقام بالتواصل مع السفارة الأسترالية في بغداد، وكانت هناك مراسلات مع وزارة الخارجية الأسترالية التي أبقته، كغيره من آلاف الأستراليين العالقين خارج أستراليا، على علم بالخيارات المتاحة للعودة.
وعبّر الكاظمي عن امتنانه من متابعة الحكومة الأسترالية لهذا الملف وقال “أنا شاكر وممنون جدا من متابعة الحكومة الأسترالية التي تابعت أبناءها ومواطنيها”.
وأضاف أن المسؤولين الأستراليين نصحوه بالعودة السريعة، لكن ذلك كان غير ممكن “أخبروني أنه علي العودة السريعة إلى أستراليا، لكن الذي جرى، حتى مع قبولنا بتكاليف باهظة، إلا أن الرحلات كانت تُلغى وكانت الخطوط القطرية تجري فقط رحلات خاصة، ولا أعرف كيف أو لمن، ولم أتمكن من العودة”.
بارقة أمل
وبعد 10 أشهر يبدو أن الفرج أصبح قريبا. فلقد أثمرت الاتصالات التي أجراها مع السفارة الأسترالية في بغداد، ومساعدة العائلة له في أستراليا من خلال التواصل مع وزارة الخارجية، فلقد قامت الحكومة الأسترالية بتأمين تذكرة سفر للعودة إلى أستراليا قريبا.
وزارة الخارجية تساعد بدفع ثمن تذكرة السفر على أن تكون قرضا يتم تسديده لاحقا
وتقول وزارة الخارجية على موقعها الالكتروني إن الحكومة الأسترالية ستواصل مساعدتها للأستراليين العالقين في الخارج من خلال المساعدة في تأمين تذاكر السفر في رحلات تنظمها شركات الطيران الخاصة التي تقرر سعر التذاكر، وسوف تقوم الحكومة بدفع المبلغ على أن يعتبر قرضا على المسافر أن يسدده لاحقا.
ثمن تذكرة العود ضخم جدا
ويقول السيد مصطفى الكاظمي إن ثمن التذكرة التي أمنتها له الوزارة بلغ أكثر من 12000 دولار، إيابا فقط.
ويقول إن هذا المبلغ ضخم جدا لكن لم يكن هناك تفاصيل دقيقة حول كيفية تسديده، كل ما فهمه “أنهم سوف يستوفون ذلك، أي يعتبرونه كقرض، أو ربما يراعون الجانب الإنساني ويراعون عمر الشخص ووضعه المالي”.
وقال السيد الكاظمي إنه على تواصل مع بعض العراقيين الأستراليين العالقين في مدن مختلفة من العراق فيتبادلون المعلومات حول طرق العودة وآخر ما يصلهم من معلومات من قبل الحكومة الأسترالية وشركات الطيران.
أمل بلقاء العائلة والابن الوحيد
ووصف الكاظمي الأحوال الصعبة التي يمر بها العراقيون في ظل أزمة مالية ومعيشية وصحية صعبة، وقال إنه جزء من تلك الحالة “نعاني كما يعاني الشعب العراقي”.
ويتطلع الكاظمي الآن إلى العودة قريبا إلى أستراليا لأن فيها من ينتظره ويشتاق إليه “كل ما في ذهني ونفسي أن ألتقي بعائلتي، وولدي الوحيد، الذي فارقته منذ عشرة شهور… وهذه مسألة لم نتعود عليها”
ويغص قليلا ويكمل الحديث قائلا “بعدي عن عائلتي جمّد أي شعور آخر أو تفكير آخر، فقط أريد أن أرى عائلتي أولا”.
ويختم الحديث برسالة إلى ولده الوحيد محمد علي المتعلق به كثيرا “صبرًا يا بنيّ فقد حان واقترب اللقاء”.
شركة الطيران ريكس تنظم رحلات مخفضة بين العواصم الأسترالية في منافسة لكوانتاس وفيرجن
ارتفاع سعر الرحلات من سيدني وملبورن إلى أستراليا الغربية لتصل إلى 3800 دولار
