Take a fresh look at your lifestyle.

عالم اثار مصري مهاجر: أستراليا تقدمت علي مصر في سباق التطور

الدكتور نجيب قنواتي هو أول من درس علم المصريات القديمة في أستراليا، ليحصل على الدكتوراة في هذا التخصص.

وأنشأ الدكتور قنواتي المركز الأسترالي للدراسات المصرية في جامعة ماكواري في سيدني عام 1990 ليصبح واحدا من أكبر مراكز الدراسات المصرية في العالم.

ورغم أن رئاسة المركز بالانتخاب كل ثلاث سنوات، إلا أنه في كل مرة كان يتم إعادة انتخاب البروفيسور قنواتي: “أُعيد انتخابي عشرات المرات، ولا زلت مدير المركز منذ عام 1990 وحتى الآن.”

الدكتور نجيب قنواتي البالغ من العمر 79 عاما، وصل إلى أستراليا في السابع من نوفمبر تشرين الثاني عام 1986.

وقال لأس بي أس عربي24 “كانت الهجرة مفتوحة في ذلك الوقت بعد نكسة 1967 في مصر، وكان هناك ثلاث مجالات للهجرة، أمريكا وكندا وأستراليا.”

اختار الدكتور قنواتي أستراليا بسبب تشابه جوها مع مدينته في مصر: “الاسكندرية تقع على خط عرض 32 شمالا، وسيدني تقع على خط عرض 32 جنوبا، أي أن درجات الحرارة متساوية تقريبا في البلدين مع اختلاف المطر.”

استغرقت الرحلة إلى سيدني 24 ساعة، ولكن لحظة الهبوط حملت مفاجأة غير سارة: “كان عبد الناصر قد أنهى أعمال مطار القاهرة ليصبح تحفة معمارية، وعندما وصلت إلى سيدني وجدت المطار عبارة عن سقفة من صفيح.”

وأضاف “تساءلت هل هذه هي أستراليا التي هاجرت وتركت مصر من أجلها.”

لكنه أكد “الآن أستراليا بعد أكثر من خمسين عاما تقدمت مئات السنين عن مصر.”

كان أول حواجز الاستقرار أمام الدكتور نجيب قنواتي هي اللغة الإنجليزية، لدرجة أنه قرر العودة إلى مصر أكثر من مرة.

وقال “حجزت تذكرة العودة بالفعل ووصلت إلى المطار ولكن قلت لنفسي إن تلك ستكون هزيمة كبيرة للغاية، فقررت البقاء ومواجهة حاجز اللغة.”

وصل عالم الآثار المصري إلى أستراليا وهو يحمل درجة الماجيستير، حيث كان قد درس بالفعل الآثار المصرية في جامعة الإسكندرية، وسعى إلى إكمال الدكتوراة في تخصصه.

لا زال يذكر أول مقابلة له مع رئيس قسم التاريخ في جامعة ماكواري عندما طلب منه استكمال الدراسة في علم المصريات القديمة: “ضحك بطريقة هستيرية وقال إن الأمر يشبه أن يذهب أسترالي إلى مصر من أجل أن يدرس علوم السكان الأصليين.”

لكن الدكتور قنواتي أصر على المضي قدما، وقام بالمتابعة في دراسة الدكتوراة مع مشرفين من خارج أستراليا ليصبح أول من حصل على هذه الدرجة في علم المصريات في أستراليا.

وخلال دراسته طلبت جامعة أوكلاند في نيوزيلندا مدرسا في الحضارة المصرية القديمة، فقدم على الوظيفة دون أي أمل في الحصول عليها، لكن الأقدار ساعدته.

وقال “أنا مدين لحرب 1973 بحياتي كلها.” وأضاف “عندما قدمت على الوظيفة وضعوني في القائمة كاسم إضافي باعتباري موجود في أستراليا بالقرب منهم، وكان هناك ثلاثة أساتذة قد قدموا عليها وأنا في المرتبة الرابعة.”

وقال “كان هؤلاء الأساتذة في مصر يقومون بحفريات عندما اندلعت الحرب وعلقوا هناك، فاضطرت الجامعة لتعييني وأنا ما زلت لم أحصل على الدكتوراة.”

انطلقت مسيرة الدكتور قنواتي الأكاديمية والتي شهدت كتابة أكثر من 60 كتابا وعشرات المقالات والأبحاث العلمية، وتأسيس المركز الأسترالي للدراسات المصرية ورئاسته منذ ذلك الحين.

كما حصل الدكتور قنواتي على الوسام الملكي الأسترالي عام 2007، ووسام المئوية عام 2003 وانتُخب زميلا في الأكاديمية الأسترالية للعلوم الإنسانية عام 1997 وزميلا للجمعية الملكية لنيو ساوث ويلز عام 2015.

وقال “لم أسع إلى التكريم، بل أعتبر نفسي شخصا محظوظ الأنني عشقت شيئا ومكنني ربي أن أقضي عمري أمارس تلك الهواية.”

وأضاف “إذا كانت هواية فهي ليست بحمل ثقيل، بالعكس، أنا حاليا 79 عاما وأرفض أن أحال على المعاش.”

وقال “أنا أعمل حتى الآن في مكتبي من الثامنة صباحا وحتى التاسعة مساء، وأعمل أيام السبت.”

وأضاف “أنا اجتماعي للغاية ولدي أصدقاء كثر ولكني أقابلهم في ليل السبت ويوم الأحد.”

ووجه الدكتور نجيب قنواتي نصيحة للمهاجرين الجدد قائلا “ادرس اللغة جيدا كي لا تظل غريبا في هذه البلد، وثق في نجاحك وابذل مجهودا واخلص في عملك، ستنال النجاح.”

مصرية هاجرت منذ سنة : أستراليا هي البلد الوحيد الذي أدعوه وطني

مصرية عاشت اكثر من خمسين عاما في أستراليا: لم أشعر يوما أنني أسترالية

Leave A Reply

Your email address will not be published.