Take a fresh look at your lifestyle.

كيف يعثر المسلمون في أستراليا علي شركاء حياتهم للزواج

في أستراليا، تمثل ثقافة المواعدة النمط السائد للعلاقات بين شركاء الحياة، ولكن بالنسبة لبعض الجاليات، هناك حدود وقواعد قد تكون مختلفة عن المجتمع الأوسع فيما يتعلق بالمواعدة.

المسلمون في أستراليا عليهم مواجهة تحديات مشابهة مثل الحدود بشأن ممارسة الجنس قبل الزواج، وشروط الزواج من غير المسلمين، والأفكار المسبقة عن طريقة تعاطيهم مع ميولهم الجنسية.

ورغم أن المسلمين يمثلون أقل من ثلاثة في المائة من سكان أستراليا إلا أنها من الفئات الأسرع نموا في المجتمع، حيث يصل متوسط أعمار الجالية 27 عاما، وهو أصغر متوسط أعمار في أستراليا كلها.

ومع دخول أبناء الجالية المسلمة عمر الشباب فإن مهمة الموازنة بين الدين والثقافة والمواعدة تقع على عاتقهم.

في هذا السياق، كل الطرق تؤدي إلى ما يعرف باسم “المواعدة الحلال”، وهو مصطلح لا يوجد اتفاق عام بين المسلمين الأستراليين على معناه، أو حتى بين المسلمين في كل أنحاء العالم.

وقد تحدثت اس بي اس إلى عدد من الشباب المسلمين الذين وصلوا سن المواعدة في أستراليا، لترى الطرق المختلفة التي يسيرون فيها، من الزواج عن طريق العائلة إلى تطبيقات المواعدة الحلال، وصولا إلى تطبيقات المواعدة المعروفة مثل Tinder.

سليم* البالغ من العمر 23 عاما يعيش في كانبرا، ويتعامل مع أغلب تطبيقات المواعدة الشهيرة.وصف سليم تجربته على تلك التطبيقات أنها مضيعة للوقت، حيث لا يستطيع أن يجد نساء يشاركونه نواياه من المواعدة وما يريده من العلاقة.

وقال “لا يمكنك التعرف على شخص يفهم بالضبط ما تبحث عنه، فقط لأنك تتحدر من ثقافة مختلفة.”

وأضاف “بشكل أساسي هذا هو ما تشعر به إن كنت تبحث عن علاقة جدية.”

يشعر سليم أن هناك حواجز بين النساء اللاتي واعدهن عبر تلك التطبيقات وبينه، حيث يتوقعن بعد فترة من المواعدة حدوث اتصال جسدي حميم.

وقال “أنا لا أبحث عن الجانب الجسدي من العلاقة، لأنني مسلم وديني يمنعني من فعل ذلك.”

ويعتقد سليم أن هذا الجانب كان السبب في عدم استمرار الكثير من العلاقات رغم بداياتها المبشرة: “يصيبك شعور بأنك مجروح بشكل ما، إحساس بالإحباط وسوء الفهم.”

لكنه لم يتخل عن المواعدة بشكل عام، وإن كان غير متأكد إن كان ما يفعله يمثل “مواعدة حلال” أم لا.

من جانبها قالت الدكتورة شاكيرا حسين الباحثة في جامعة ملبورن والمتخصصة في الدراسات الإسلامية إن ما يفعله سليم يمثل نمطا جديدا للشباب المسلم في أستراليا فيما يخص المواعدة.

وقالت إن محاولة تحديد قواعد ما يعرف باسم “المواعدة الحلال” ما زال عمل قيد التنفيذ. وأضافت أن النقاش الأوسع بخصوص هذه القواعد يحدث في الغالب على منصات التواصل الاجتماعي.

وقالت “المسلمون الشباب لا يرغبون بالضرورة في السير على نفس نمط جيل الآباء ولكن في الوقت نفسه يرغبون في الحفاظ على هويتهم الدينية.”

ليلى* تبلغ من العمر 36 عاما، وقد قررت في مطلع العام الجاري أن تركز طاقتها على تطبيقات المواعدة الحلال مثل Saalam والذي كان يعرف في السابق باسم Minder، بالإضافة إلى تطبيق MuzMatch بدلا من تطبيقات المواعدة الشائعة.

وقالت ليلى “الهدف المثالي لي أن أقابل شخصا مسلما.”

تعرف ليلى عن نفسها أنها مزدوجة الميول الجنسية، ويمكن أن تنجذب لأي شخص بغض النظر عن النوع أو الجنس أو التوجه، وهي ترغب في أن تجعل هذا الأمر واضحا على صفحتها في تلك التطبيقات.

لكن ليلى لم تجد بيئة مرحبة في هذه التطبيقات، حيث تلقت رسائل من رجال يخبرونها أنهم لا يمكنهم مواعدتها بشكل جدي بسبب ميولها الجنسية، أو يقومون بالحكم على سلوكها بسبب عدم ارتدائها الحجاب ووضع حلى في الأنف والفم.

بدأت ليلى في تلقي رسائل جنسية فجة على تطبيقات المواعدة تلك، فقررت الذهاب إلى التطبيقات الشائعة، لكن تجربتها هناك لم تكن أفضل كثيرا.

وشعرت ليلى أن الرجال المسلمين الذين قابلتهم عبر تطبيقات المواعدة بشكل عام يتعاملون معها باعتبارها “حرام” على حد وصفها.

لكن الدكتورة حسين قالت إن إصرار ليلى على توضيح ميولها الجنسية على تطبيقات مواعدة المسلمين يعتبر تطورا، وقد بدأ يحدث على مدار السنين القليلة الماضية.

وقالت إن هناك زيادة في ظهور المسلمين المثليين على تطبيقات المواعدة للمسلمين، ويصرون على الكشف عن هويتهم الدينية والجنسية والدفاع عنها.

وأضافت “هذا تغير كبير شاهدناه خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة منذ مجزرة أورلاندو في الولايات المتحدة واستفتاء زواج المثليين.”

وأكدت “على الرغم من الصدمة التي مثلتها هاتين الواقعتين إلا أنها شجعت الناس أن يقولوا، انظروا لقد كنا نخوض تلك المحادثات في نطاق خاص ومقيد للغاية ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر دعوات، ولكننا نريد أن نبدأ في الحديث عن الأمر بشكل علني أكثر.”

هناك تصور عن أن أغلب زيجات المسلمين إما تكون مدبرة أو قسرية، وأن العرسان لا يملكون أي رأي في الأمر، وهي فكرة شائعة أبعد ما تكون عن الحقيقة كما تقول الدكتورة شاكيرا، ويتم تسليط الضوء عليها بشكل لا يتناسب مع حجمها الحقيقي.

عاليا عمرها 23 عاما وزوجها مالك عمره 25 عاما، وقد التقيا لأول مرة في 2015 خلال إحدى حفلات الزفاف.

لم يتعرفا إلى بعضهما البعض جيدا، ولكن في عام 2017، ساءت الظروف أن يحضرا معسكرا سنويا لمنظمة MYSK، إحدى منظمات الشباب المسلم في أستراليا.

وقالت عاليا “خلال تلك الفترة تعرفنا أكثر إلى بعضنا، لأننا خلال هذا المعسكر قمنا بأنشطة معا وكان هناك جو من الألفة والحميمية.”

ظل الاثنان على تواصل لمدة عام بعد المعسكر، حتى قررا الزواج في فبراير شباط من عام 2020.

وبعد الزواج، شعر كل من عاليا ومالك إن المواعدة الحقيقية قد بدأت، وهو أمر يصعب عليهم شرحه لأصدقائهم من غير المسلمين.

وقالت عاليا “عادة يستخدمون عبارات إضافية لا داعي لها مثل: هل كان هذا زواجا مدبرا؟”

وأضافت “لم أصف زواجنا أبدا أنه مدبر، ولكن هذا يجعلني أدرك أن غير المسلمين يعتقدون أن السبب في زواجنا بشكل سريع هو أننا أجبرنا على هذا.”

ولكن بعيدا عن المفاهيم الخاطئة التي يواجهونها فإن الزواج الذي يجمعهما يئل أهم شيء فيه انتمائهما لنفس الجالية.

وقالت عاليا إن العيش كأقلية في أستراليا يعني التعامل مع تحديات يومية والانتماء لجالية تدعمنا هو ما يجعلنا نواجه تلك التحديات.

*تم تغيير الأسماء بناء على طلب أصحابها 

أستراليات لايجدن رجالا للزواج رغم رغبتهن في تكوين أسر

الشرطة تعتقل ثلاثة من أسرة امرأة عربية أجبرت علي الزواج ثم قتلت في بيرث

Leave A Reply

Your email address will not be published.