سعد عشرات الآلاف من المهاجرين بحصولهم علي الجنسية الاسترالية رسمياً في يوم استراليا الوطني 26 يناير ، خلال إقامة مئات الاحتفالات بمراسم منح بالجنسية في جميع أنحاء البلاد ، لكن عددًا متزايدًا من المقيمن إما غير قادرين أو غير راغبين في الحصول على هذا الامتياز. ففي حين أن صافي الهجرة إلى أستراليا مستمر في الازدياد ، فقد انخفض عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات ليصبحوا مواطنين إلى أدنى مستوياته منذ عام 2014 على الأقل.و تشير المعلومات المقدمة الي مجلس الشيوخ من قبل وزارة الشؤون الداخلية إلى أن الطلب لم يعود الي الارتفاع منذ ذلك الحين ، حيث تم استلام 48،255 طلبًا في الأشهر الأربعة حتى نهاية أكتوبر.
وترجع الرئيسة التنفيذية لمجلس الهجرة في أستراليا كارلا ويلشاير انخفاض أعداد الحاصلين الجدد علي الجنسية إلى مجموعة من العوامل ، بما في ذلك الانتظار لمدة عامين تقريبا لاتخاذ قرار بشأن الطلب. وقالت السيدة ويلشاير لقناة SBS News “كان لدينا طفرة في طلبات الجنسية تلاها هدوء”.
وبالفعل كان هناك عدد كبير من الطلبات في عام 2017 بعد أن اقترحت الحكومة قواعد جديدة من شأنها زيادة تعقيد الحصول على الجنسية. فتم تقديم أكثر من 440،000 طلب في الفترة 2016-17 و 2017-18 حيث سارع المقيمون الدائمون المؤهلون لتقديم طلبهم خوفًا من “امتحان القيم” المقترح الذي كان من شأنه أن يختبر اللغة الإنجليزية في مستوى الجامعة للمتقدمين. ولكن في النهاية ، لم تتم المصادقة على التغييرات المقترحة في مجلس الشيوخ وتغير جدول الأعمال السياسين. بينما تزامنت الزيادة في الطلبات مع إدخال فحوصات أمنية إضافية ، مما أدى إلى تراكم الطلبات واطالة في أوقات الانتظار. و تقول الإدارة حاليا إن 115 موظفًا إضافيًا بدوام كامل يعملون الآن على تقييم الطلبات وقد قللوا عدد المتأخرات المتراكمة إلى 147000 في نهاية شهر أكتوبر.
ومن المعلوم أنه يتم البت في ثلاثة أرباع الطلبات في 16 شهرًا و 90٪ منها في 21 شهرًا. و بالنسبة للأشخاص الذين ينتظرون الحصول على الجنسية ، تعتبر هذا امرا مهما وغالبًا ما يؤثر على جميع أنواع جوانب حياتهم ، لذلك إلى حد ما ، يعلق الناس حياتهم أثناء انتظار البت في طلباتهم.
بالاضافة الي ذلك قد لا يرغب بعض المقيمون في تقديم طلب للحصول علي الجنسية الاسترالية مثل السيدة توتي جوناوان وهي اندونسية تعيش في استراليا منذ خمسين عاما قالت انها لا ترغب في ان تصبح أسترالية مضيفة “إذا وضعنا الأمور العملية جانباً ، فإن اختيار ما إذا كنت ستصبح مواطناً لبلدهم الجديد أمر يتم تحديده على أسس عاطفية وهوية وفخر وطني. لا تسمح إندونيسيا بالجنسية المزدوجة ، مما يجبر من ينتقلون إلى الخارج على الاختيار بين وطنهم وهويتهم القديمة والجديدة”.
هذا ومن المتوقع أن يستمر الانخفاض في طلبات الحصول على الجنسية ، حيث أن عدد المقيمن المؤهلين للحصول على الجنسية هو اليوم أقل بسبب تخفيض لحكومة الفيدرالية لأعداد الهجرة الدائمة. في شهر يوليو ، تم تخفيض الحد الأقصى السنوي لتأشيرات الإقامة الدائمة من 190،000 إلى 160،000. ولكن حتى قبل أن يتم وضع الحد الأقصى رسمياً ، تم إصدار ما يزيد عن 160،000 فقط من التأشيرات المطلوبة في 2018-19.
اقرأ ايضا