اخبار استراليا– أعربَ الأطباء الأستراليون عن تفاؤلهم بنجاح علاج مُبتكر قد يمثل نقلة نوعية في علاج الصرع الشديد في البلاد، خاصةً لدى الأطفال الذين يعانون من مقاومة الأدوية المضادة لهذا الاضطراب العصبي.
تم تجربة العلاج الجديد وللمرة الأولى على فتاة صغيرة تدعى عائشة، وتبلغ من العمر تسع سنوات.
كانت الطفلة عائشة تعاني منذ سن الثالثة من ورم في المخ أدى إلى إصابتها بنوبات صرع متكررة، تصل إلى 13 نوبة في اليوم، مما أثر بشكل كبير على حياتها وحياة أسرتها.
ولم تنجح المحاولات بعد عمليتين جراحيتين في تقليص عدد النوبات، لكن ظهرت بارقة أمل جديدة مع العلاج الحراري بالليزر (LITT) الذي يُستخدم لأول مرة في أستراليا.
يعمل هذا العلاج عن طريق إدخال قسطرة ليزر صغيرة عبر الجمجمة، حيث يتم توجيهها بدقة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتدمير الأنسجة غير الطبيعية في المخ باستخدام حرارة أشعة الليزر.
أثبت هذا العلاج نجاحه في الخارج، وبدأت أستراليا في تطبيقه مؤخرًا، وهو ما أتاح الفرصة لعائشة لتكون أول طفلة يتم علاجها بهذه الطريقة في المنطقة.
وبعد مرور ثلاثة أشهر على الجراحة، أكدت والدة عائشة أن ابنتها تتحسن وأنها أصبحت شخصًا مختلفًا، حيث بدأت تفعل أشياء لم تكن قادرة على فعلها من قبل.
وقال رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في مستشفى ويست ميد للأطفال، مارك دكستر، الذي أشرف على إجراء الجراحة، إن هذا العلاج هو العلاج الأكثر إثارة للدهشة في مسيرته الطبية، مشيرًا إلى أن الأطفال الذين كانوا يعانون من نوبات صرع، تصل إلى 40 نوبة في اليوم، تماثلوا للشفاء تماماً.
من جانبه، أكد وزير الصحة في ولاية نيو ساوث ويلز، ريان بارك، على أهمية نشر هذا العلاج في جميع أنحاء البلاد، مشيرًا إلى أن هذا النوع من العلاج يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الشباب، خاصةً أولئك الذين يعانون من حالات صرع مقاومة للعلاج.