اخبار استراليا– بعد أربعة عقود من الإقامة في أستراليا، تواجه السيدة ماري إليس (75 عامًا) خطر الترحيل من أستراليا، بعد أن قوبلت طلباتها المتكررة للحصول على الجنسية الأسترالية بالرفض.
ويبدو أن العقبات البيروقراطية والمعلومات المتضاربة هي العوامل الرئيسية التي تحول دون حصولها على حق الإقامة الدائمة.
وصلت ماري إليس إلى أستراليا في عام 1981 مع شريكها آنذاك مارتن إليس، معتقدةً أنها حصلت على تأشيرة إقامة دائمة.
وخلال العقود الأربعة الماضية، أسست أليس حياة مستقرة في البلاد، حيث عملت في مجال الضيافة ثم في حكومة نيو ساوث ويلز، إلى جانب مشاركتها في العديد من الأنشطة التطوعية، إلا أن اكتشافًا صادمًا قلب حياتها رأسًا على عقب، عندما أخبرتها وزارة الشؤون الداخلية أنها كانت تعيش في أستراليا بشكل غير قانوني طوال هذه السنوات.
ورُفضت طلبات السيدة إليس للحصول على الجنسية الأسترالية لأنها غادرت أستراليا ثلاث مرات بين عامي 1983 و1986 تحت اسم مستعار، بحسب وزارة الداخلية الأسترالية.
وبينما تنفي السيدة إليس هذه الاتهامات بشدة، مدعيةً أنها لم تترك البلاد منذ وصولها، تشير تقارير إلى أن ابنتها في المملكة المتحدة زعمت أن والدتها زارت البلاد خلال تلك الفترة، وهو ما يجعلها غير مؤهلة للحصول على الجنسية وفقًا للقوانين الأسترالية.
وما زاد الأمر تعقيداً إصرار السلطات على ضرورة استخدام اسمها السابق “ماري ماك هوجو”، وهو الاسم الذي كانت تحمله قبل زواجها الثاني. إذ تزوجت من الجندي شون ماك هوجو في المملكة المتحدة في عام 1968 قبل أن تنفصل عنه، ومنذ ذلك الحين لم تستخدم الاسم مطلقًا، إلا أن السلطات تصر على أن تتم جميع معاملاتها القانونية باسمها القديم مما يزيد من تعقيد وضعها القانوني.
حظيت قضية ماري إليس بتعاطف واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعا العديد من النشطاء والمواطنين السلطات إلى التدخل لمنحها الإقامة الدائمة..”
في المقابل، تؤكد وزارة الشؤون الداخلية أن تدخل وزير الهجرة لا يمكن أن يحدث إلا في ظل ظروف محددة، حيث لم يتم رفض تأشيرة رسمية للسيدة إليس نظرًا لأنها لم تتقدم بطلب للحصول على تأشيرة خاصة وفقًا للقانون.
رغم كل الجهود التي بذلتها السيدة إليس ومحاميها، لا يزال مستقبلها في أستراليا غير مؤكد. ومع كل ثلاثة أشهر، تجد نفسها مضطرة إلى تقديم طلب جديد لتجديد تأشيرتها المؤقتة، في ظل تهديد دائم بالترحيل.
تبقى قضية ماري إليس مثالًا واضحًا على التعقيدات التي قد يواجهها المهاجرون في ظل القوانين الصارمة، ومدى تأثير البيروقراطية على مصائر الأشخاص الذين اعتبروا أستراليا وطنهم لعقود طويلة.