لقد تباطأ التضخم، ولكن هذا لا يعني أن الأسعار ستنخفض، هذا هو الواقع الذي يتعين على الأستراليين قبوله وهم ينتقلون إلى المرحلة التالية من معركتهم ضد التضخم.
لماذا لا تنخفض الأسعار؟ ماذا يعني هذا بالنسبة لضغوط تكاليف المعيشة؟
لنبدأ بكيفية تصورنا للتضخم:
تشير كلمة “تضخم” إلى الزيادة في السعر الاسمي للسلع والخدمات بمرور الوقت.
وقد ارتفعت الأسعار بنسبة 20 في المائة في خمس سنوات، وإذا انخفض معدل التضخم أخيرا وبدأ بنك الاحتياطي الأسترالي في خفض أسعار الفائدة، فهل يعني هذا أن الأسعار ستنخفض؟
لا يعني هذا للأسف، فقد قد تنخفض أسعار بعض السلع الفردية في السنوات القادمة، لكن مستوى الأسعار الإجمالي لن ينخفض .
بعد تلك السنوات الخمس من كوفيد، والركود، والإغلاق، والتضخم المرتفع، أصبحت أسعار المستهلك الآن أعلى بنسبة 20 في المائة مما كانت عليه في بداية عام 2020، ولن تنخفض مرة أخرى.
وقالت محافظة بنك الاحتياطي الأسترالي ميشيل بولوك للنواب الفيدراليين يوم الجمعة: “لقد أدى تأثير التضخم المرتفع على مدى العامين الماضيين إلى زيادة مستوى الأسعار بشكل دائم. وقد أضر ذلك بالجميع، وخاصة أولئك الذين لديهم دخول أقل وأكثر ضعفا”.
ونظرا لأن مستوى الأسعار أعلى بشكل دائم، فإن المعركة ضد التضخم تدخل مرحلتها التالية، ونظرا لأن الأسعار أصبحت الآن أعلى بشكل دائم، يتعين علينا أن نجعل الأجور تنمو بشكل أسرع من التضخم (مدعومة بنمو الإنتاجية) حتى تستعيد العملة في جيوبنا القيمة التي فقدتها من سنوات من التضخم المرتفع.
ولكن وفقا لتوقعات بنك الاحتياطي الأسترالي، فإن هذه العملية قد تستغرق سنوات.
ماذا يعني هذا؟
قالت محافظ البنك المركزي الأسترالي إن بنك الاحتياطي الأسترالي لم يكن يريد خفض أسعار الفائدة في وقت متأخر جدا، كما قالت أمام لجنة برلمانية أن بنك الاحتياطي الأسترالي كان بطيئا للغاية في رفع أسعار الفائدة، ولم يكن يريد ارتكاب نفس الخطأ عند خفضها.
وهذا يعني أن “أزمة تكلفة المعيشة” ستظل مشكلة شخصية لملايين الأستراليين لعدد من السنوات، حتى تلحق أجورهم ودخولهم المتاحة بمستوى الأسعار الأعلى الجديد في الاقتصاد.
- اقرأ أيضاً: 5 أخطاء شائعة قد تتركك بدون تأمين على سيارتك في أستراليا..احذرها
- بنك أسترالي جديد يُقرر تخفيض أسعار الفائدة الشهر القادم: كيف سيؤثر ذلك على أصحاب القروض؟
