اخبار استراليا– تشهد شمال كوينزلاند موجةً جديدة من الفيضانات العارمة، مما دفع بالسلطات إلى إصدار تحذيرات عاجلة للسكان الذين لا يزالون يكافحون للتعافي من كارثة طبيعية سابقة.
فقد أدت الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها المنطقة على مدى أيام إلى تشبع التربة بالمياه، وارتفاع منسوب الأنهار، وقطع العديد من الطرق الحيوية، مما زاد من عزلة بعض المناطق المنكوبة. كما تسببت في مصرع شخصين وانقطاع الكهرباء عن 30 ألف شخص.
ومع استمرار الأمطار، تصاعدت المخاوف من تفاقم الوضع، خاصةً على طول الساحل الاستوائي الشمالي الشرقي، حيث يشكل نهر هربرت مصدر قلق رئيسي.
فقد فاض النهر عن ضفافه في “Cordelia”، وتخطى منسوبه الحد الأقصى للفيضان في “Halifax”، ومن المتوقع أن يبلغ ذروته عند 5.5 متر. كما غمرت المياه الطرق الرئيسية، بما في ذلك طريق “Bruce” السريع بالقرب من “Ingham”، في ثالث حادثة من نوعها منذ فبراير الماضي، مما أدى إلى عزل المنطقة مرة أخرى.
وفي هذا السياق، حذرت خبيرة الأرصاد الجوية، ميريام برادبري، من تفاقم الأزمة مع استمرار هطول الأمطار، مؤكدةً بأن الأرض لم تعد قادرة على امتصاص المزيد من المياه. وقالت: “الأنهار في حالة فيضان بالفعل، مما يجعل الأمطار الإضافية ترفع من حدة المخاطر في المنطقة”.
وتعد “Ingham” من بين أكثر المناطق تضررًا، حيث لا تزال المدينة تعاني من تداعيات الفيضانات السابقة التي أودت بحياة شخصين وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، بعد أن تجاوز نهر هربرت مستويات الفيضانات المسجلة عام 1967.
هذا ورغم استمرار التحذيرات من الفيضانات، تشير توقعات الأرصاد الجوية إلى وجود فرصة لتراجع هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي قد يسمح لمنسوب الأنهار بالانخفاض تدريجيًا، لكن التأثيرات الناجمة عن الفيضانات الأخيرة ستظل قائمة لبعض الوقت.