Take a fresh look at your lifestyle.

من العراق إلى أستراليا ..  كيف حافظت عائلة البرنوطي على إرثها الطبي في المهجر؟

في عام 1956، بدأت رحلة الطبيب العراقي الدكتور رمزي البرنوطي، التي لم تكن خياراً شخصياً بقدر ما كانت قدراً غيّر مسار حياته.

فبينما كانت الهندسة حلمه الأول، وجد نفسه موجهاً نحو دراسة الطب إرضاءً لرغبة والده، لِيصبح لاحقاً أحد أعلام هذه المهنة، مرسياً إرثاً طبياً عائلياً امتد من ابنه الدكتور ليث إلى إخوته وأحفاده، حاملاً لقب “البرنوطي” كعلامة مُميزة في الوسط الطبي.

تُعتبر مهنة الطب من المهن القليلة التي تنتقل بِسلاسة بين الأجيال، لا سيّما في الثقافة العربية التي تُعلي من شأنها لما تحمله من رسالة إنسانية ومكانة اجتماعية.

ويؤمن الكثيرون بأن مشقة هذه الرحلة تستحق أن تستمر، لِتبقى مسؤولية العطاء جسراً بين الماضي والمستقبل.

وفي حالة عائلة البرنوطي، تجسّد هذا الإيمان بشكلٍ لافت؛ فبعد أن درس رمزي الطب دون رغبة مسبقة، نجح – دون تخطيط – في غرس حب المهنة في عائلته، حتى أصبح أحد شوارع العراق يُطلق عليه اسم “عائلة البرنوطي الطبية”، تقديراً لإسهاماتهم المُتعددة.

الابن.. حامل الشعلة:

ورث الدكتور ليث البرنوطي شغف الطب من عائلة رأت فيه “رسالة سامية”، فاختار تخصص الجراحة التجميلية، ليُصبح اسماً بارزاً في هذا المجال بأستراليا. رغم تأكيده على أن حرية الاختيار كانت متاحة، إلا أنه يعترف بتأثير العائلة الكبير قائلاً: “ثقافتنا العربية تُشجّع على اتباع خطى الآباء، لكن تأثري جاء من العائلة بأكملها، واليوم أمارس المهنة بِسعادة”.

الحرية.. سر الاستمرار:

على عكس تجربته الشخصية، آمن الدكتور رمزي بأن الإرث يُبنى بالشغف لا بالإجبار، فمنح أبناءه حرية اختيار مساراتهم.

ومع ذلك، اختاروا الطب بِقناعة تامة، لينتقل الإرث عبر الأجيال مُحمّلاً بالرضا لا بالالتزام، وهكذا، سلكوا الدرب نفسه، لكن كل منهم رسم مسارته بمحض إرادته.

من العراق إلى أستراليا.. إرثٌ يتحدى الحدود:

وبعد أكثر من 68 عاماً على بداية الرحلة، تحوّل ألم الهجرة القسرية من العراق إلى أملٍ تجسّده عائلة البرنوطي عبر أجيالها المُتتالية.

ورغم الإنجازات الكبيرة، يبقى السؤال معلقاً: هل سيستمر هذا الإرث الطبي الفريد في الانتقال إلى الأجيال القادمة، حاملاً ذات الروح التي حوّلت القدر إلى اختيار، والألم إلى إرثٍ من العطاء؟

Leave A Reply

Your email address will not be published.