اخبار استراليا– تبلغ تكلفة المعيشة للعائلة الواحدة في ملبورن، بحسب منصة “كانستار”، نحو 75 ألف دولار سنويًا، مما يضعها في المرتبة الثالثة كأغلى عاصمة أسترالية لامتلاك منزل والعيش فيه، بعد سيدني وبريسبان.
فبحسب دراسة شاملة أجرتها المنصة مؤخراً، شملت تكاليف البقالة، والبنزين، والماء، والكهرباء، والتأمين، إلى جانب القرض العقاري لمنزل متوسط بسعر 930,000 دولار، قُدرت تكلفة العيش في ملبورن للأسرة بنحو 75,156 دولارًا سنويًا.
ويقترب هذا الرقم كثيرًا من متوسط الأجر السنوي في العاصمة، مما يجعل الكثير من الأستراليين يكافحون لمجرد تغطية احتياجاتهم الأساسية.
والأمر لا يتوقف عند أصحاب المنازل، إذ يواجه المستأجرون تحديات مماثلة، حيث تشير الأرقام إلى أن متوسط تكلفة الإيجار السنوية للعائلة بلغ حوالي 55,951 دولارًا، وهو ما يترك للعامل العادي أقل من 24 ألف دولار فقط لتغطية المصاريف غير الأساسية ومحاولة الادخار.
وحتى في حال خفض أسعار الفائدة، ستبقى الأسعار مرتفعة مقارنةً بمعدلات الدخل، مما يجعل أي أزمة مالية مفاجئة كفيلة بإرباك ميزانية الأسرة بالكامل.
وقد دفعت هذه الضغوط المالية الكثير من العائلات إلى إعادة تقييم خططها المستقبلية. فالعديد من الأسر التي كانت تفكر في شراء منزل أكبر باتت تُجري مراجعات دقيقة لبنود الإنفاق قبل الإقدام على هذه الخطوة، بل إن البعض أصبح يعقد اجتماعات مع الوسطاء قبل ستة أشهر من الشراء لاختبار قدرتهم الفعلية على سداد أقساط أكبر وتحمّل التكاليف المتزايدة.
وفي بعض الحالات، يُضطر المشترون إلى التخلي عن فكرة التوسع بالكامل بسبب عدم قدرتهم على تقليص نفقاتهم الحالية.
أما المستأجرون، وخاصة أولئك الذين لديهم أطفال، فيواجهون صعوبات أكبر في ظل ندرة القروض المناسبة وارتفاع أسعار المنازل، ما يدفعهم إلى البحث في المناطق الريفية عن فرص سكن بأسعار أقل.
ومع تصاعد الأزمة، بدأت أنماط جديدة في الظهور داخل سوق العقارات في ملبورن. فقد لوحظ توجه متزايد للعائلات للانتقال نحو الضواحي البعيدة بحثًا عن مساكن أكبر بأسعار معقولة.
يتركز ذلك في مناطق مثل “كرانبورن إيست” و”بيريك”، حيث تُستبدل الشقق والمنازل الصغيرة في أحياء مثل “سبرينغفيل” و”كلايتون” بمنازل أكثر اتساعًا.
ويُعزى هذا التوجه جزئيًا إلى مرونة العمل من المنزل، التي أتاحت لأصحاب المهن الرفيعة كالطواقم الطبية والمختصين في التكنولوجيا الانتقال بعيدًا عن وسط المدينة دون التضحية بوظائفهم.
التكاليف الفعلية للعيش في ملبورن
تشير البيانات المفصلة إلى أن سداد القرض العقاري يلتهم أكثر من 50,000 دولار سنويًا، بينما يبلغ متوسط الإيجار 33,000 دولار. وتُضاف إلى هذه الأرقام مصاريف أخرى تشمل:
-البقالة: 11,874 دولارًا.
-التأمين الصحي والمنزلي والسيارات: أكثر من 5,700 دولار.
-الكهرباء والغاز والمياه: نحو 4,800 دولار.
-البنزين والوجبات الجاهزة والمشروبات: قرابة 4,600 دولار.
تجعل كل هذه التكاليف من ملبورن مدينة باهظة الثمن، بحيث لا تتيح للكثيرين مساحةً للادخار أو الترفيه، الأمر الذي يضع مستقبل العائلات، وخاصةً الأطفال، في مهب الريح.
وفي ظل غياب أي انفراجات واضحة، يبدو أن عام 2025 سيحمل مزيدًا من التحديات للعائلات في ولاية فيكتوريا، التي تقف أمام خيارات صعبة بين الحفاظ على مستوى معيشي لائق أو اتخاذ قرارات جذرية تعيد تشكيل مستقبلهم بالكامل.
