مع إلغاء الفعاليات واغلاق المدارس والعمل من المنزل واستمرار ارتفاع عدوى COVID-19 ، يتساءل الكثير من الناس: “إلى متى سيستمر هذا الوضع؟”
لا أحد يعرف حقًا الإجابة على هذا السؤال ، ولكن الأوبئة السابقة والتنبؤ الرقمي بانتشار الأمراض يمكن أن تعطينا بعض الأدلة على ما نحن بصدده. ولنبدأ القصة منذ بدايتها.
عندما تم تحديد فيروس غامض يسبب الالتهاب الرئوي في الأشخاص المرتبطين بسوق في ووهان ، الصين ، في ديسمبر من العام الماضي ، كان الخبراء يأملون أنه سيتم احتواؤه بسرعة ويختفي. ففي عام 2002 تسبب اندلاع السارس وهو فيروس اقرب لفيروس كوونا الجديد في حدوث الآلاف من الإصابات ومئات الوفيات ، ولكن جهود الاحتواء ، إلى جانب الخصائص المختلفة للفيروس ، ادت الي اعتبار السارس منقرض فعليًا بحلول عام 2004.
أما فيروس كورونا الجديد فهو قصة مختلفة. يقول الخبراء أنه يبدو حتمًا الآن أن هذا الفيروس سيستمر مع البشرية. ولأنه فيروس جديد ولا يملك البشر مناعة ضده بعد ، فإن السلطات تعمل جاهدة لإبطاء انتشاره لتخفيف العبء على نظام الرعاية الصحية.
لهذا السبب تتخذ البلدان في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك أستراليا ، تدابير إبعاد اجتماعي قوية. ولكن مرة أخرى: إلى متى؟
تتوقع دراسة جديدة من إمبريال كوليدج لندن مدة ما بين 12 و 18 شهرًا بينما تطبق هذه البلدان درجة معينة من تدابير التحكم في الانتشار حتى وصول اللقاح . لكن من الناحية الواقعية ، يمكن أن يستغرق ذلك أكثر من 12 إلى 18 شهرًا
في غضون ذلك ، تظهر محاكاة الكومبيوتر أنه لإبطاء الانتشار وإنقاذ الأرواح ، يلزم اتخاذ تدابير متعددة. تستند المحاكاة إلى أرقام للمملكة المتحدة والولايات المتحدة ، وبينما تختلف الأرقام عن تلك الموجودة في أستراليا ، يبقى الإطار الزمني للقاح هو نفس الأمر.
ويقول الدكتور سوان وهو مذيع الصحة في شبكة اي بي سي : “ما أظهرته المحاكاة هو إذا كنت تريد قمع الفيروس إلى مستويات منخفضة للغاية ، فعليك أن تفعل الكثير. عليك أن تقوم بالحجر الصحي ، عليك أن تمارس تباعد اجتماعي ، وفي الواقع ، كما يقولون ، يجب عليك إغلاق المدارس والجامعات. المشكلة هي أنه بمجرد وضع قدمك على الفرامل ، ليس لديك فكرة متي يمكنك رفعها ، وقد يستغرق الأمر 18 شهرًا”.
ما الذي يجري بشأن صنع اللقاح؟
يقول عالم الأحياء الدقيقة إيان هندرسون من جامعة كوينزلاند أن مجموعات بحثية متعددة حول العالم تعمل على تطوير لقاح لـ COVID-19 باستخدام تقنيات مختلفة. مثل mRNA ، DNA ، nanoparticle
كما أعلنت المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة أنها تمول المرحلة الأولى من التجارب السريرية للقاح محتمل ل COVID-19 ، يسمى mRNA-1273 ، والتي بدأت قبل أسبوع.
ويبدو أن تطوير لقاح ضد الفيروس سوف يحدث قريبا لأن الباحثون كانوا يعملون بالفعل على لقاح للحماية من نوع اخر من فيروسات كورونا والذي يسبب متلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط (MERS). قد تكون نتائج هذه التجربة الأولى متاحة في غضون ثلاثة أشهر. ولكن سيستغرق الأمر على الأقل عامًا حتى يكون اللقاح الناتج متاحًا على نطاق واسع للجمهور.
علي الجانب الاخر كانت هناك بعض الاقتراحات بأن الإغلاق الكامل لدولة ما لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع من شأنه أن يقضي علي الفيروس تماما -أي أن تتكبد الدولة متاعب قصيرة لتحقيق مكاسب طويلة الأجل.
وبالرغم من أن تلك الفكرة مغرية الا انها ليست عملية لسببين. أولاً ، نحن نعلم أن الوقت بين إصابة شخص ما بفيروس كورونا الجديد إلى الوقت الذي يبدأ فيه ظهور الأعراض هو حوالي خمسة أيام ، في المتوسط. يعاني معظم المصابين من أعراض خلال 12 يومًا. لكن واحدًا من كل 1000 شخص لن يظهر عليه أعراض إلا بعد 14 يومًا.
لكن قبل يوم أو يومين من ظهور الأعراض ، ينشر المريض الفيروس – أي أنه قادر على إصابة الآخرين. ويبدو أن المرضي يكونون في مرحلة عدوي الاخرين لمدة 3 اسابيع ولكن قد تطول المدة حتى 37 يومًا. لذلك حتى لو تمكنا من إيقاف انتقال العدوى بالكامل بدءا من يوم ما ، لمدة أربعة أسابيع – إذا كان كل شخص في كل بلد في العالم يعزل نفسه لمدة أربعة أسابيع كاملة في نفس الوقت – فلن يكون ذلك كافياً لوقف الفيروس في مساراته. حيث سيظل الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس أمس معديين بحلول وقت رفع الإغلاق.
السبب الثاني هو إن الإغلاق الكلي غير واقعي. لا تزال الخدمات الأساسية بحاجة إلى التشغيل ، ولا يزال الناس بحاجة إلى العلاج الطبي ، وما إلى ذلك.
لذلك يحذر خبراء الصحة من أنه حتى في حالة إيقاف اي انشطة بشرية تماما، فإن الفيروس سيظل يعود. وقال الدكتور سوان “هناك عدد قليل جدا من الفيروسات في العالم اختفت تماما”. “نحن في هذا الوضع لفترة طويلة. هذا تغيير كبير في الطريقة التي نعيش بها لفترة طويلة من الزمن.”
اقرأ أيضا
دراسة توضح لماذا يقاوم الأـطفال كورونا بشكل أفضل من البالغين
