Take a fresh look at your lifestyle.

فلسطينية تقدم العشاء المجاني لكل من يمر بمطعمها في سيدني

منذ اندلاع أزمة وباء كورونا في البلاد، فقد العديد من الموظفين أعمالهم واضطرت شركات كبيرة الى تسريح الآلاف من موظفيها في البلاد. واضررت مصالح تجارية صغيرة ومتوسطة الى اغلاق أبوبها الى أجل غير مسمى. هذا فضلا  عن الزوار والسياح الذين علقوا في البلاد جراء إجراءات حظر السفر وتبعيته في أستراليا أو في بلدانهم الأم.

وتهافت الأستراليون في ظل هذه الأزمة لدعم بعضهم البعض من خلال مبادرات إنسانية اجتماعية متنوعة موجهه الى الفئات الأكثر تأثرا من الإجراءات التي فرضتها الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات، لكبح جماح انتشار فيروس كورونا في البلاد.

سارة شاويش، 28 عاما، فتاة فلسطينية أسترالية تملك مطعما في مدينة سيدني. ويشتهر مطعمها “خمسة” بأطباقه العربية النباتية وبتقديم لوحات فنية مصنوعة من الطعام على أطباق الزبائن.

ولكن، بعد أزمة انتشار الوباء في مدينة سيدني وحول البلاد، اضطرت سارة الى الرضوخ بكل رضى، ولدعم القوانين الجديدة المفروضة على المطاعم حول البلاد، الى عدم استقبال الزبائن وتقديم الطعام عبر خدمة الـ Takeaways مثلها مثل الكثرين من أصحاب المطاعم.

“كنت أقرأ تعليقات الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا من خسر عمله ويشعر بالخوف من اقتراب موعد تسديد ايجار منزلة. قرأت تعبهم النفسي في تعليقاتهم، فأردت المساعدة بما أستطيع القيام به.”

ومنذ تنفيذ القوانين، اتخذت سارة على عاتقها مسؤولية تقديم العشاء المجاني لكل من يمر بمطعمها خصوصا من الأشخاص الذين خسروا وظائفهم أو يعملون بنظام الورديات والطلاب الدوليين ومن لا يملك عملا ودخلا في الأصل.

وقالت سارة:” ما أستطيع القيام به جيدا هو الطبخ. أفتح مطعمي في الصباح الباكر الى الساعة الثالثة بعد الظهر لتقديم الـ Takeaways. وبعدها أقفل لأبدأ بطبخ العشاء لمن يحتاجه، وأقدمه من الساعة الرابعة والنصف حتى السادسة والنصف.”
وأضافت: “قمنا بإرسال الطعام الى سكان المنطقة من المنعزلين في بيوتهم أيضا، أو في حجر صحي بسبب السفر.”

“فوجئت بردود أفعال الأشخاص الذين جاؤوا فقط لإعطائي تبرعات لدعم هذه المبادرة، وقالوا لي بأنهم يشعرون بوقع هذه الأزمة اما بشكل مباشر أو من خلال ما شهدوه يحصل مع أشخاص على علاقة بهم.”

وتقول سارة بأنه ما يزال هناك أفراد من المجتمع المحليين يقومون بدعم المطعم يوميا اما عن طريق شراء القهوة، أو الحلويات والطعام.

ومع هذا لم يعد العمل كالسابق، ومع تباطء إيقاعه، ما يجعلها تستمر في فتح أبوابها هو أن موظفيها هم من الطلاب الدوليين الذين يعتمدون على أجرهم من عملهم في المطعم.

“هم في أمس الحاجة للعمل، أود أن أساعدهم، لذا سنواصل العمل حتى يُطلب منا التوقف تماما”.

وتتوقع سارة بأن الإجراءات الحالية التي فرضت على المطاعم ستشتد وتيرتها لتصل الى اقفال تام في المرحلة القادمة.

وبالرغم من الضائقة المالية التي تواجها الآن تقول بأن هذه المبادرة تساعدها شخصيا في تخفيف حدة التوتر الذي تشعر به.

“أنا أقوم بطبخ أطباق مختلفة في كل يوم لأن لا يشعر زواري بالضجر ولأبعد نفسي عن التفكير بشكل سلبي. أحب أن أقدم المساعدة في أي وقت، وبحجم مقدرتي لأن هذا جزء من العادات والتقاليد التي ربياني والداي عليها – يجب علينا أن نساعد بعضنا البعض وأن لا نفكر في أنفسنا فقط.”

“يجب أن نفكر في الآخرين وما اذا كانوا يملكون ما يحتاجونه من الأساسيات – خصوصا كبار السن.”

وأخيرا توجه رساله: “اسألوا عن جيرانكم، ارسلوا الرسائل الى أصدقائكم وأفراد عائلتكم. الجميع متأثر في هذه الأزمة. وتذكروا بأننا نمر في أزمة مؤقتة ولن تدوم مدى الحياة.”

نشر هذا المقال علي SBS ARABIC

اقرأ أيضا

مخبز لبناني في ملبورن يقدم طعام للمحتاجين بقيمة 100 ألف دولار

Leave A Reply

Your email address will not be published.