اخبار استراليا– يشهد الوضع الوبائي في أستراليا تطورًا مقلقًا مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد المصابين بفيروس كورونا، وسط انتشار لمتحور جديد يُعرف باسم NB.1.8.1، والذي صنّفته منظمة الصحة العالمية مؤخرًا ضمن قائمة “المتحورات قيد المراقبة” بسبب خصائصه الجينية المميزة وانتشاره المتسارع.
ووفقًا لتقارير صحية محلية، ارتفعت نسبة الإصابات بهذا المتحور في بعض الولايات الأسترالية، إذ تجاوزت 40% من الحالات المسجلة في ولاية فيكتوريا، بينما سُجلت نسب أقل من 10% في جنوب أستراليا. كما كشفت تحاليل مياه الصرف الصحي في بيرث عن أن NB.1.8.1 بات السلالة السائدة في المنطقة.
وكان المتحور الجديد قد ظهر لأول مرة في عينات جُمعت في يناير 2025، وهو سلالة فرعية من متحور أوميكرون، ناتج عن عملية عادة تركيب جيني بين متحورات سابقة، من بينها سلالة XDV.
وتشير أبحاث حديثة إلى أن NB.1.8.1 يتمتع بقدرة أعلى على الارتباط بمستقبلات ACE2 البشرية، ما قد يجعله أكثر كفاءة في إصابة الخلايا من المتحورات السابقة.
كما أظهرت الدراسة انخفاضًا في قدرة الأجسام المضادة، الناتجة عن التطعيم أو الإصابة السابقة، على تحييده، بما يقارب 1.5 مرة مقارنةً بمتحورات أخرى.
ورغم هذه الخصائص، لم تسجل منظمة الصحة العالمية حتى الآن أدلة على أن هذا المتحور يسبب أعراضًا أكثر شدة من سابقيه، حيث تبقى الأعراض مشابهة لأعراض متحورات أوميكرون، وتشمل الحمى، والتهاب الحلق، والسعال، والتعب، وآلام العضلات، وأحيانًا أعراضًا في الجهاز الهضمي.
وفي هذا السياق، تؤكد السلطات الصحية الأسترالية أن اللقاحات الحالية لا تزال توفر حماية جيدة ضد المرض الشديد الناتج عن NB.1.8.1، خاصةً أن الجرعات المعززة المتوفرة تستهدف متحور JN.1، السلف المباشر لهذا المتحور.
وتشجع الجهات الصحية الأشخاص المؤهلين، لا سيما الفئات المعرضة للخطر، على اتخاذ التدابير الصحية الوقائية اللازمة ضد المرض، مع ضرورة تلقي الجرعة المعززة في أقرب وقت ممكن، في محاولة للحد من موجة محتملة قد تضغط على النظام الصحي خلال الأشهر المقبلة.
