اخبار استراليا– حجزت مدينتان أستراليتان مكانًا بارزًا في قائمة أكثر المدن ترحيبًا بالزوار في العالم لعام 2025، في تصنيف جديد أصدرته مجلة «Conde Nast Traveler» ضمن جوائز اختيار القرّاء التي تُعد من أبرز الاستفتاءات السياحية العالمية.
وجاءت ملبورن في المركز السادس، تلتها سيدني في المركز السابع، لتكون أستراليا الدولة الوحيدة التي ضمّت مدينتين ضمن قائمة المدن العشر الأولى.
وأشادت المجلة بملبورن لما تتميز به من عمارة أنيقة، ومقاهٍ نابضة بثقافة القهوة، وأزقة مغطاة برسومات الجرافيتي، إلى جانب نظام نقل عام فعّال وتوازن صحي بين الحياة والعمل.
أما سيدني، فقد لفتت الأنظار بجاذبيتها الطبيعية وشواطئها الساحرة وأسلوب الحياة المفعم بالحيوية، رغم تراجعها من المركز الثاني في تصنيف العام الماضي.
لكن، وراء هذه الصورة الوردية التي يراها السائحون، تبرز صورة مختلفة يعيشها كثير من المقيمين والوافدين الجدد إلى أستراليا، حيث تتزايد الشكاوى من صعوبة الاندماج الاجتماعي والشعور المتزايد بالوحدة، خصوصًا في المدن الكبرى مثل سيدني.
إذ تشير منشورات كثيرة على مواقع التواصل ومنتديات المغتربين إلى معاناتهم في تكوين صداقات حقيقية بعد انتقالهم للعيش في أستراليا، رغم ما يُعرف عن الأستراليين من ودّ وترحاب.
ويرى آخرون أن الغلاء المعيشي، وارتفاع الإيجارات، وطول التنقلات اليومية يزيد من شعور العزلة في المدن الكبرى، حيث أصبحت وتيرة الحياة السريعة تحجب فرص التواصل الإنساني.
ولا تقتصر أزمة الوحدة على الوافدين فحسب، إذ كشفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة سيدني، أن أكثر من 40% من الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا يعانون من الوحدة، وأن واحدًا من كل سبعة يعيش هذه الحالة لفترة تتجاوز العامين.
وحذّر التقرير من أن الوحدة لم تعد ظاهرة اجتماعية فحسب، بل أصبحت قضية صحية عامة، إذ ترتبط باضطرابات النوم والقلق والاكتئاب وحتى الشيخوخة المبكرة للأوعية الدموية لدى الشباب.
وقد دفعت هذه النتائج منظمة الصحة العالمية إلى تصنيف الوحدة مؤخرًا كأحد أبرز التحديات الصحية العالمية.
ورغم بقاء أستراليا على خريطة الوجهات السياحية الأكثر جاذبية في العالم، إلا أن الأصوات المتزايدة من داخل مدنها تشير إلى حاجة ملحّة لإعادة بناء الروابط الاجتماعية، حتى لا يبقى الودّ الذي تبهر به السياح مجرّد واجهة تخفي خلفها مجتمعًا يعاني من العزلة.