كشف تقرير وطني صادر عن شركة “Wesfarmers Health” عن تفاوت صارخ في مستويات الصحة واللياقة بين الضواحي الأسترالية، مسلطًا الضوء على وجود فجوة مقلقة بين المناطق الثرية في المدن الكبرى والمناطق الريفية ذات الموارد المحدودة.
اعتمد التقرير، الذي استند إلى أكثر من 3.6 مليون فحص صحي شمل 2.4 مليون أسترالي، على مؤشرات تشمل السمنة والتدخين وضغط الدم، والسكري، ليقدّم صورة دقيقة عن الحالة الصحية العامة في مختلف أنحاء البلاد.
ما هي المناطق التي احتلت الصدارة؟
تربعت دائرة “Bradfield” في ولاية نيو ساوث ويلز على قمة التصنيف كأكثر المناطق صحة في أستراليا، محققةً 316 نقطة على المؤشر الصحي، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف المتوسط الوطني.
وتضم برادفيلد ضواحي راقية مثل “Lindfield” و “St Ives” و “Turramurra” و “Wahroonga” و “Willoughby”، وهي مناطق تشتهر بمستوى معيشة مرتفع وبنية تحتية صحية متقدمة.
في المقابل، جاءت دائرة “Barker” الواقعة جنوب أستراليا في المرتبة الأخيرة، مكتفيةً بـ 55 نقطة فقط، لتُسجل أدنى مستويات الصحة في البلاد.
وتشمل هذه الدائرة الواسعة مناطق مثل “Murray Bridge” و “Barossa” و”Riverland”، حيث ترتفع معدلات السمنة والسكري بشكل لافت.
بشكل عام كانت النتائج على الشكل التالي:
-برادفيلد: الأعلى صحة في البلاد (316 نقطة).
-باركر: الأدنى صحة (55 نقطة).
-Wentworth: التي تضم بوندي ودبل باي سجلت أدنى معدل سمنة في أستراليا.
-Blair غرب بريسبان ، سجلت أعلى معدل سمنة -وأعلى معدل تدخين.
-Calwell شمال ملبورن ، تصدّرت معدلات التدخين الإلكتروني بنسبة.
-Macarthur- نيو ساوث ويلز: بما في ذلك Campbelltown، سجلت أعلى معدل إصابة بمرض السكري.
-ولاية فيكتوريا: الأعلى في معدلات ضغط الدم، خصوصًا في مناطق “Mallee” و”Monash” و”Gippsland”.
تحسّن نسبي ومخاوف مستمرة
أشار التقرير إلى تحسّن ملحوظ في متوسط المؤشر الصحي الوطني الذي ارتفع إلى 107 نقاط مقارنة بـ 92 نقطة في عام 2024، ما يعكس تطورًا إيجابيًا في بعض الجوانب الصحية.
إلا أن الخبراء حذّروا من استمرار ارتفاع معدلات السمنة والتدخين الإلكتروني، خاصةً بين فئة الشباب، معتبرين أن هذه الظواهر قد تهدد مكاسب التحسن العام.
وقالت المديرة الإدارية لشركة “Wesfarmers Health” إن النتائج تعكس تقدمًا مشجعًا في بعض المجالات، لكنها في الوقت ذاته تكشف عن تحديات مقلقة، مشيرة إلى أن البيانات الجديدة تساعد في تحديد المناطق التي يمكن أن يحقق فيها التدخل الصحي المجتمعي أكبر أثر ممكن.
تباين بين المدينة والريف
ويرى الخبراء أن هذا التفاوت بين الضواحي الحضرية والريفية يعكس اختلافات جوهرية في نمط الحياة وفرص الوصول إلى الخدمات الصحية.
ففي حين تتمتع مناطق مثل سيدني بوفرة العيادات والمستشفيات والمراكز الرياضية، تواجه المناطق الريفية في جنوب أستراليا نقصًا حادًا في الكوادر والمرافق، خاصةً في مجال الصحة النفسية.
وقد أظهر تقرير سابق في عام 2023 بأن المناطق الريفية في جنوب أستراليا تمتلك أقل عدد من الأطباء النفسيين بالنسبة لعدد السكان على مستوى البلاد، مما يؤدي إلى تزايد التوتر غير المعالج وأنماط الحياة غير الصحية التي تفاقم الأمراض المزمنة.
الاقتصاد والصحة… علاقة متشابكة
اللافت أن برادفيلد، التي تصدّرت قائمة الصحة، تُعد أيضًا أغلى دائرة انتخابية لشراء منزل في أستراليا هذا العام، إذ بلغ متوسط سعر العقار فيها 2.72 مليون دولار أسترالي، أي ما يعادل 16.5 ضعف متوسط دخل الأسرة.
في المقابل، تواجه مناطق مثل باركر تحديات اقتصادية واجتماعية عميقة تجعل تبنّي أنماط حياة صحية أكثر صعوبة، وهو ما يعكس بوضوح العلاقة الوثيقة بين الوضع الاقتصادي ومستوى الرفاه الصحي.
وبينما تؤكد الأرقام أن أستراليا تحقق تقدمًا في بعض المؤشرات، فإنها تذكّر في الوقت نفسه بأن الفجوة الصحية بين ضواحيها تظل واسعة ومثيرة للقلق، ما يستدعي سياسات أكثر شمولًا تضمن العدالة في الحصول على الرعاية الصحية وجودة الحياة.
- اقرأ أيضاً:
- تعرف على أخطر المهن في أستراليا