اخبار العالم- خلفت عاصفة “دانيال” مئات القتلى والمفقودين في أكبر كارثة تشهدها ليبيا منذ 40 عاماً، حيث أكدت عدة مصادر في شرق ليبيا أن السيول التي ضربت درنة ومدناً أخرى أسفرت عن عدد مهول من الضحايا قد يصل إلى الآلاف.
كما أن عدد المفقودين كان قد وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن، بعد ان اخترقت مياه الفيضانات السدود في ليبيا ليلة الأحد (صباح الاثنين بتوقيت شرق استراليا) حيث جرفت أحياء كاملة.
وفي مواجهة الكارثة، تواترت الدعوات في ليبيا إلى التدخل العاجل لإغاثة المتضررين بعد مضي 36 ساعة على الكارثة، حيث سارعت تركيا ودول أخرى إلى تقديم المساعدات إلى ليبيا وتزويدها بمركبات للبحث والإنقاذ وقوارب للإغاثة ومولدات كهربائية ومواد غذائية.
وتنقسم البلاد بين حكومتين متنافستين، واحدة في الشرق والأخرى في الغرب، حيث تسيطر على درنة قوات القائد العسكري خليفة حفتر في حكومة شرق ليبيا، ومقرها بنغازي.
وقال وزير الصحة في شرق ليبيا إنه جُمع أكثر من 1000 جثة، بما في ذلك 700 على الأقل دفنت حتى الآن، وقدرت هيئة الإسعاف في درنة عدد القتلى الحالي بـ 2300.
إلا أن تامر رمضان، مبعوث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى ليبيا، قال إن من المرجح أن يكون عدد الضحايا أعلى بكثير، وأضاف في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة في جنيف عبر الفيديو من تونس إن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال رمضان إن الوضع في ليبيا “مدمر مثل الوضع في المغرب”، في إشارة إلى الزلزال المميت الذي ضرب مدينة مراكش مساء الجمعة.
هذا وضربت العاصفة مناطق أخرى في شرق ليبيا، بما في ذلك مدينة البيضاء، حيث وردت أنباء عن مقتل نحو 50 شخصا، كما تأثرت أيضاً كلاً من مدينة سوسة والمرج وشحات، ونزحت مئات الأسر ولجأت إلى المدارس والمباني الحكومية الأخرى في مدينة بنغازي وأماكن أخرى في شرق ليبيا.
ونتيجة لذلك، بدأت المساعدات تصل إلى بنغازي، والتي تبعد 250 كيلومتراً عن غرب درنة، حيث أرسلت حكومة غرب ليبيا ومقرها طرابلس طائرة تحمل 14 طناً من الإمدادات الطبية والعاملين الصحيين إلى بنغازي.
كما وعدت تونس والجزائر وتركيا والإمارات العربية المتحدة بتقديم المساعدة لجهود البحث والإنقاذ.
