ما هو التوظيف الكامل بالنسبة لأستراليا؟ تحليل لوثيقة الحكومة البيضاء الأخيرة
اخبار استراليا- أصدرت حكومة ألبانيز وثيقتها البيضاء حول التوظيف الأسبوع الماضي، وقد قامت بتقديمها على أنها عمل كبير يمكن مقارنته بالوثائق البيضاء من العصور الماضية.
في هذه الوثيقة، قدمت الحكومة طموحها في حل مشكلات كبيرة في سوق العمل وأعادت تعريف “التوظيف الكامل”. ومع ذلك، هل كانت هذه الوثيقة ثورية؟ وهل ستؤدي إلى تغيير ثقافي؟
الوثيقة أشارت إلى أهمية تغيير تعريف “التوظيف الكامل” الحالي الذي يعتمده البنك المركزي الأسترالي. واعتبرت الحكومة أن هذا التعريف لا يعكس الواقع المعاصر لوجود مستويات كبيرة من “البطالة القسرية” في الاقتصاد، وهو ما ترغب في تغييره.
هذه الخطوة تعيد النظر في مفهوم “البطالة القسرية” الذي تم مناقشته لأكثر من 80 عامًا، وهو مفهوم قد أطلقه الاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز في عام 1936.
وعلى الرغم من هذا التوجه نحو تغيير التعريف، فإن الوثيقة لم تقدم سوى إجراءات متواضعة للتخلص من البطالة القسرية بشكل سريع. بدلاً من ذلك، أكدت على أنها ستعمل بجد على إزالة العقبات التي تعوق التوظيف من الناحية العرضية بما يساعد في تقليل البطالة الهيكلية مع مرور الوقت.
وتعتمد هذه الوثيقة بشكل كبير على سياسات البنك المركزي في اتخاذ قراراته بشأن السياسة النقدية، دون التعهد بتنفيذ سياسات تحفيزية جادة للتخلص من البطالة القسرية بسرعة.
بشكل عام، تثير هذه الوثيقة البيضاء تساؤلات حول مدى جرأتها وتوجهها الحقيقي، وإذا كانت ستترك أثرًا ثقافيًا. ومن الممكن أن تكون الوثيقة غير واضحة بما فيه الكفاية أو مبهمة عن عمد، وربما سيتعين علينا الانتظار لرؤية ما هو الأمر الذي تخطط له الحكومة بالضبط من خلال التشريعات التي ستقدمها في البرلمان.
فيما يتعلق بإمكانية بقاء تأثير هذه الوثيقة في حالة تغيير الحكومة، يبدو أنها تفتقر إلى الوضوح والجرأة الكافية مقارنة بوثيقة عام 1945 حول التوظيف الكامل التي كانت واضحة وصريحة وأثرت بشكل كبير على السياسة في ذلك الوقت.
