Take a fresh look at your lifestyle.

التوترات السياسية تتصاعد في أستراليا بعد نتائج الاستفتاء

اخبار استراليا- في أعقاب نتائج الاستفتاء الأخير، أعلنت العديد من قادة السكان الأصليين في أستراليا أسبوعاَ من الصمت للتألم. وبسبب ذلك، انحصرت الأحداث السياسية في أستراليا هذا الأسبوع في مشهدٍ غريب من نوعه. حيث شهدنا تصاعد التوتر بين الشعب الأسترالي الأبيض بينما كان الأمة الأصلية تُجبر على متابعة الأمور من الخلفيات.

ورغم من التحليلات الوافرة حول ما حدث في حملة الاستفتاء، إلّا أن الأمور أصبحت أكثر إثارةً للقلق مع وجود علامات واضحة على أن مبادرة “الصوت” لم تحقّق النجاح المأمول، وأن هناك محاولات للاستفادة من هذا الفشل.

في جنوب أستراليا، أعلنت عضوة برلمانية من حزب “أمة واحدة” نيتها إلغاء المبادرة المحلية للصوت رغم أن آخرين في البرلمان الولائي يرون أن هذا الأمر ليس له “أي فرصة” للتنفيذ في الوقت الحالي.

وفي كوينزلاند، انسحب حزب المعارضة “الحزب الوطني” من دعمه المشترك لمسار الاتفاق، بعد خمسة أشهر من التصويت لصالحه. وأعلنت رئيسة الحكومة آناستاسيا بالاشوك تجميد هذا المسار، مشيرة إلى أن الوصول إلى اتفاق تاريخي مع الأمم الأصلية “بعيد المنال”.

الرئيس السابق توني أبوت كتب في صحيفة “الأسترالي” يوم الجمعة، مشدداَ على أهمية احترام “صوت الشعب” ودعا إلى “التخلي عن أو على الأقل تقليص التنازلات الأخيرة للانفصالية”. بما في ذلك “رفع علم الأبوريجي جنباَ إلى جنب مع العلم الوطني (كما لو أن أستراليا دولة تتكون من شعبين) والاعتراف الروتيني بالأرض في جميع الأحداث الرسمية (كأن أولئك الذين يمتد نسبهم إلى هنا قبل عام 1788 هم أكثر أستراليينية من الجميع).”

وفي العاصمة كانبيرا، حاول زعيم المعارضة بيتر داتون التقدم بحالته لإجراء تحقيق ملكي في الاتهامات المزعومة بالاعتداء الجنسي على الأطفال الأصليين وفحص الأوضاع المالية.

استراليا هل سيكون للاسكان الأصليين صوتاً في البرلمان؟

وأصدر مجموعة من 35 مقدم رعاية وخبراء بياناَ أشاروا فيه إلى أن أحدث دراسة أسترالية حول سوء معاملة الأطفال كشفت أن غالبية الأستراليين (62 في المئة) قد تعرضوا لنوع واحد على الأقل من سوء المعاملة أو الإهمال للأطفال وأن “سوء المعاملة للأطفال شائع جداَ في أستراليا بشكل عام”.

أما رئيس الوزراء فهو ينتظر لمعرفة الخطوة التالية، ملتزماَ بالسماح للأمور بالاستقرار ومنح الأمور الوقت الكافي للسكان الأصليين. ومع ذلك، هناك خطورة واضحة في ذلك، حيث أنه لم يشارك بفعالية في الحملة القائمة على “نعم” بسبب عدم رغبته في سياسة ذلك.

وفي الختام، يبدو أن استراليا تعيش الآن في ساحة سياسية جديدة تتسم بنقص القيود وعدم مراعاة الحقيقة، وليس ذلك مقتصراَ على اللاعبين الجانبيين بل تشمل أيضاَ اللاعبين الأساسيين في ساحتنا السياسية. وهذا يأتي في وقت غاية في الخطورة بالنسبة لمسار الوحدة الوطنية، خاصة في ظل تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط الذي يعد دائماَ مكاناَ لاستقرار محدود. حيث تتواجد الآن في أستراليا مجتمعات كبيرة من المسلمين والعرب وكذلك اليهود، وهو ما يجعل من الصعب أكثر التحدث عن تعقيدات العنف الرهيب الأخير.

Leave A Reply

Your email address will not be published.