خسرت أستراليا مكانتها ضمن قائمة الدول العشر الأكثر سعادةً في العالم وفقا للتقرير السنوي الصادر عن “شبكة حلول التنمية المستدامة” التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع “مركز أبحاث الرفاهية” بجامعة أكسفورد وشركة “غالوب” للتحليلات.
وقد احتلت أستراليا المركز الحادي عشر، تلتها نيوزيلندا مباشرةً في المركز الثاني عشر، والمكسيك (العاشر)، بينما تصدرت فنلندا القائمة للعام الثامن على التوالي كأسعد دولة في العالم، تليها دول شمال أوروبا مثل الدنمارك وأيسلندا والسويد.
يعتمد التصنيف على تقييم المشاركين من 147 دولة لرفاهيتهم الذاتية عبر استطلاع يستمر ثلاث سنوات، حيث يُطلب منهم تحديد موقعهم على سلم افتراضي يبدأ من “أسوأ حياة ممكنة” (صفر) إلى “أفضل حياة ممكنة” (عشرة).
وأشار التقرير إلى أن عوامل غير تقليدية تلعب دورا حاسما في تحديد السعادة، مثل مشاركة الوجبات مع الآخرين، ووجود شبكة اجتماعية قوية، ومدى الثقة بين الأفراد، إلى جانب المؤشرات التقليدية كالصحة والثروة.
وفي هذا السياق، أكد جان إيمانويل دي نيف، محرر التقرير وأستاذ الاقتصاد بجامعة أكسفورد، أن “مشاركة الوجبات والثقة في الآخرين تُعدان مؤشرين أقوى على السعادة مما يُعتقد”، داعيا إلى تعزيز الروابط الاجتماعية في ظل تزايد العزلة والاستقطاب السياسي عالميا.
ومن جانبه، دعا جيفري دي ساكس، رئيس الشبكة التابعة للأمم المتحدة، الأفراد والحكومات إلى تحويل هذه النتائج إلى سياسات تعزز التواصل الإنساني واللطف.
وعلى الرغم من الأزمات، حققت بعض الدول قفزات ملحوظة؛ حيث دخلت كوستاريكا والمكسيك القائمة لأول مرة. في المقابل، وتراجعت الولايات المتحدة إلى المركز الرابع والعشرين (أدنى مستوى لها منذ 2012)، مع زيادة بنسبة 53% في عدد من يتناولون الطعام بمفردهم خلال العقدين الأخيرين.
كما سجلت المملكة المتحدة أدنى معدل رضا عن الحياة منذ 2017 (المركز 23)، بينما احتلت أفغانستان ذيل القائمة كأكثر الدول تعاسةً تليها سيراليون ولبنان.
يُسلط التقرير الضوء على تناقض لافت: فبينما تتصدر الدول ذات الروابط الاجتماعية القوية والثقة العالية المشهد، تتراجع المجتمعات التي تعاني من تفكك العلاقات الإنسانية، مما يؤكد أن السعادة ليست مجرد ثمرة للرفاه المادي، بل نتاجٌ للتضامن الإجتماعي والإحساس بالأمان النفسي.