يعدّ العنكبوت الاسترالي من أكثر العناكب سميةً حول العالم. كما يحظى بسمعةٍ مخيفة حيث تسبب رؤيته موجة هلعٍ شديدة لا سيما لمن يعانون من فوبيا العناكب.
وبالرغم من الأنواع العديدة والسامة الموجودة في استراليا إلا أن النوع القادر على لدغ الإنسان وموته قليلٌ جدًا، بل إن خطرها على البشر أقل من الكائنات الحية المنتشرة في القارة الاسترالية بحسب العديد من الإحصائيات. ومن خلال هذا المقال سوف نتعرّف وإياكم على أشهر أنواع العناكب الاسترالية السامة وما تتمتع به من صفاتٍ وميزات تتفرد بها عن غيرها من الأنواع الأخرى.
أشهر أنواع العنكبوت الاسترالي
تشتهر استراليا بوجود العديد من أنواع العناكب الفريدة والغريبة بأشكالها وصفاتها والتي تسبب ذعرًا حقيقيًا للكثير من الأشخاص بمجرد ذكر اسمها. ومن أشهر أنواعها نذكر ما يلي:
- عنكبوت سيدني ذو الشبكة القمعية.
- العَنكبوت ذو الظهر الأحمر.
- العنكبوت الصغير القمعي.
- العنكبوت المصيدة.
- العَنكبوت الفأر.
- عنكبوت الذيل الأبيض.
- العناكب الرتيلاء.
اقرأ أيضًا: أجمل 5 جزر في أستراليا
عنكبوت سيدني ذو الشبكة القمعية
يوجد العنكبوت ذو الشبكة القمعية في مختلف أنحاء ولاية نيو ساوث ويلز، لا سيما في الأماكن الحضرية والأحراج. كما يعد عنكبوت سيدني القمعي من أشد الأنواع سميةً في قارة آسيا وأكثرها ذعرًا في مختلف أرجاء العالم. كذلك يتواجد ويتكاثر في أي مكان بطول أرجل من 1.5 – 3.5 سم.
وبالرغم من أن حجمه ليس كبيرًا كغيره إلا أن أنيابه ذات الشكل القمعي يمكن أن تنمو لتصبح أقوى من أنياب الثعبان البني. وهذا ما يجعلها قادرة على اختراق اللحم وحتى الأظافر.
فضلًا عن ذلك يعتبر السم الذي تحتويه هذه الأنياب الضخمة من أكثر أنواع السموم الفتاكة بالنسبة للإنسان، خاصةً إذا كان العنكبوت ذكر. فعندما يلدغ شخصًا ما فمن الممكن أن يقتله إذا لم يتم اسعافه مباشرة. حيث أن السم سوف ينتقل من مكان اللدغة مع الدم ليصل إلى الجملة العصبية وبقية الأعضاء. فيتسبب بخدرها وتوقفها عن العمل إذا لم يلقى العلاج الفوري. لكن من حسن الحظ فقد تمكن العلماء من إنتاج مضاد حيوي فعال لسم العنكبوت الاسترالي القمعي ومن حينها لم تسجل أي وفيات بسبب لدغة هذا العنكبوت.
العنكبوت ذو الظهر الأحمر
يعد من أشهر أنواع العناكب المفترسة، كما يتواجد في مختلف مناطق استراليا. لكنه يفضل الأماكن المأهولة والجافة وكذلك يبحث عن المخابئ بين الخزائن والأرائك في المنازل والمكاتب. فهذا العنكبوت الاسترالي وثيق الاتصال مع الإنسان ويرغب في البقاء قريبًا منه.
فضلًا عن ذلك تتميز عناكب الظهر الأحمر بكثرة لدغاتها للأشخاص، حيث تسجل أكثر من ألفي حالة لدغ مؤكدة سنويًا. كما تتسبب اللدغة بظهور احمرار فاتح مكانها بالإضافة لألم شديد قد يستمر لساعات طويلة. غير أنه تم تطوير مضادات لسم هذا العنكبوت في خمسينيات القرن الماضي. وبناء على ذلك لم تسجل أي حالة وفاة منذ ذلك الوقت بسبب لدغات العنكبوت ذو الظهر الأحمر.
العنكبوت الصغير القمعي
تسمى بعناكب قمع الشجرة الشمالية والجنوبية، وهي أصغر حجمًا من أبناء عمومتها من العناكب القمعية في سيدني. توجد بكثرة في شمال نيو ساوث ويلز وجنوب كوينزلاند. كما يعد هذا العنكبوت الاسترالي الصغير مفترسًا بشكل كبير للحشرات والضفادع. كذلك يمكنه مهاجمة الإنسان في حال شعر بتهديد ما.
هذا وتصنف لدغاته بأنها سامة ومؤلمة جدًا لكنها غير مميتة لاسيما في الآونة الأخيرة بعد اكتشاف المضادات الحيوية. لكن هذا لا يمنع من تعرض الأشخاص للدغات هذا العنكبوت حيث تسجل أربعون لدغة في العام. بالإضافة لما سبق تعتبر الفترة الممتدة بين شهري نوفمبر ومارس الفترة الأكثر نشاطًا لهذه العناكب.
اقرأ أيضًا: بلد الكوارث المتناقضة، استراليا بين الماء والنار
العنكبوت الاسترالي المصيدة
يعد أحد العناكب الاسترالية السامة، لكنه أقل رعبًا من بقية الأنواع. كما يعتبر صيادًا ذكيًا حيث يقوم بتمويه مدخل جحره للإيقاع بفرائسه واستجرارها لداخله دون أن تعلم ما ينتظرها. هذا ويبلغ طول العنكبوت المصيدة 3 سم فقط أي أنها صغيرة الحجم. كذلك فإن السم الموجود فيها ليس فتاكًا كفاية كبقية العناكب الاسترالية.
بالإضافة إلى أن لدغاتها قليلة بالنسبة للبشر، ولم تسجل حالات مؤكدة إلا بنسب قليلة جدًا خلال العام. وإن حصل ولدغت أحدهم فإن أعراض اللدغة ستكون طفيفة بما في ذلك الألم الموضعي والشعور بالغثيان إضافة إلى الخمول العام.
وبالعموم لا يبدي هذا النوع من العناكب عدوانية مباشرة تجاه الأشخاص إلا في حال اقترابهم ومهاجمتهم لأوكارها وجحورها. لذلك يفضل الابتعاد عنها قدر الإمكان.
العنكبوت الاسترالي الفأر
يعد العنكبوت الفأر برأسه الأحمر من أشهر أنواع العناكب وأكثرها شيوعًا في جميع أنحاء استراليا. كما أنه يتميز بسميته وخطورة لدغاته في حال تعرض للتهديد. ومن جهة أخرى يتواجد العنكبوت الفأر في جحور مشابهة لجحور العنكبوت المصيدة.
كما أنه يمتلك أنيابًا قوية وسامة تخرج منها السموم الفتاكة التي تساعده في افتراس الحشرات والضفادع والعديد من السحالي والثديات الصغيرة. أما بالنسبة لخطورته على البشر فإن السمية التي يمتلكها قادرة على إلحاق الضرر بأي إنسان بمجرد تعرضه للدغ إذا لم يتم اسعافه وعلاجه مباشرة.
اقرأ أيضًا: معلومات عن استراليا قد تسمع بها للمرة الأولى
عنكبوت الذيل الأبيض
يتميز عنكبوت الذيل الأبيض بقوته بين بقية العناكب الأخرى غالبًا ما يعيش بدون شبكة. حيث يقضي معظم حياته مطاردًا لفرائسه في الليل بما فيها العناكب الصغيرة لا سيما عنكبوت البيت الأسود. هذا ويمكن رؤية عنكبوت الذيل الأبيض في مختلف أرجاء استراليا لا سيما ليلًا. أيضًا يمكن أن يتواجد بين حاجيات الإنسان المختلفة من ملابس وأحذية وغيرها لذلك فهو قريب من البشر بنسبة كبيرة.
وللتنويه تسبب لدغة هذا العنكبوت نخورًا في الجلد وبعدها موت النسيج المحيط بها. وهذا ما يؤدي إلى ظهور تقرحات شديدة مفتوحة ومؤلمة جدًا في الجلد قد يرافقها أعراض أخرى متفاوتة الشدة.
العناكب الرتيلاء
يعد عنكبوت الرتيلاء الاسترالي من أخطر العناكب في استراليا وأكبرها حجمًا حيث يصل طول أرجله إلى أكثر من 22 سم. كما أنه مجهز بأنياب قوية جدًا وفتاكة لتجعله جاهزًا للدغ فريسته ولو كانت كبيرة الحجم نوعًا ما. كذلك تعيش الرتيلاء الاسترالية إلى عمر يتجاوز الثلاثين عامًا وهو أطول من عمر باقي العناكب. إلا أن الذكر منها لا يعيش سوى ثمانية أعوام فقط.
بالإضافة لما سبق توجد العديد من العناكب التي تسمى بالرتيلاء وتدرج ضمن مجموعتها بما في ذلك العنكبوت الاسترالي النباح. والذي يصدر صوتًا يشبه الصفير عندما يشعر بخطر ما إلا أن هذا الصوت يسبب ذعرًا أكثر من اللدغة بحد ذاتها.
فضلًا عن ذلك تسبب لدغة الرتيلاء آلامًا شديدة بالنسبة للإنسان وتترافق بأعراض عديدة خاصة التقيؤ لمدة تتجاوز الست ساعات في حال لم يتم علاجها مباشرة. كما تعد هذه اللدغة قاتلة ومميتة للعديد من الحيوانات كالكلاب والقطط.
وفي ختام هذا المقال استعرضنا قائمة بأنواع العنكبوت الاسترالي الأكثر سمية والتي تسبب أذية بالغة لبقية الحيوانات من حولها وكذلك للإنسان إذا لم يتم علاجها مباشرة. آملين أن نكون قد وفقنا فيما قدمناه من معلومات حول أكثر العناكب الفتاكة في العالم.
اقرأ أيضًا: حقائق مدهشة ستعرفها لأول مرة عن أستراليا
