اخبار استراليا- رغم التوقعات الرئيسية بصيف طويل وجاف في أستراليا بفعل ظاهرة النينيو، إلا أن واقع الطقس يظهر تقلبات غير متوقعة.
فالعواصف والإعصارات في كوينزلاند تركت عشرات الآلاف بدون كهرباء، والولاية تستعد لوصول إعصار آخر في هذا الأسبوع، ووسط فيكتوريا تعاني من فيضانات للعام الثاني على التوالي، مما تسبب في فقدان الأرواح والمنازل وملايين الدولارات.
يشير مكتب الأرصاد الجوية BOM إلى أن ظاهرة النينيو عادةً ما تجلب ظروفاً أكثر حرارة وجفافاً لأستراليا، ولكنه يؤكد أن “لا يتشابه اثنان من أحداث النينيو، وتأثيرها على أستراليا يختلف”.
تشير الإحصائيات إلى أن ما يصل إلى نصف حالات النينيو في الماضي شملت فعلياً هطول أمطار غزيرة، خاصة في أجزاء من شرق أستراليا، وتشير الدكتورة كارلي توزر، عالمة أبحاث كبيرة في CSIRO، إلى أن نظم المناخ التي تؤثر على أستراليا معقدة، وأن “من المهم أن نأخذ في اعتبارنا موقعنا الجغرافي الخاص في أستراليا عند تفسير توقعات النينيو”.
تشير توزر إلى أن النينيو يُعتبر مؤشراً جيداً للظروف الجافة في شرق أستراليا ككل، ولكنه لا يترجم بالضرورة إلى ظروف جافة في مناطق محددة مثل الساحل الشرقي، وتؤكد أنه في بعض المناطق الشمالية والجنوبية الشرقية في أستراليا، بما في ذلك حوض نهر موراي، يزيد النينيو بشكل كبير من فرص حدوث فصل الربيع الجاف. ولكن في معظم أجزاء ولاية أستراليا الغربية وتسمانيا الغربية والساحل الشرقي، فإنه لا يغير بشكل كبير فرص الظروف الجافة.
من جهة أخرى، يعتبر وضع الوضع الجوي الجنوبي (Southern Annular Mode أو SAM) نظاماً مناخياً آخراً يؤثر على هطول الأمطار ودرجات الحرارة في أستراليا.
يشير الSAM إلى حركة الرياح الغربية القوية التي تتداول في حلقة حول القارة القطبية الجنوبية، إما أقرب إلى أستراليا أو أقرب إلى القارة القطبية. عندما تكون الرياح أقرب إلى القارة القطبية، يزيد احتمال هطول الأمطار الصيفية، وهو بالضبط ما حدث في الأسابيع الأخيرة.
وفي حديثه لبرنامج “Today”، قال عالم الأرصاد الجوية ماثيو كابوتشي: “أعتبره مثل أوركسترا”. “كانت النينيو عنصراً واحداً، أداة واحدة تعزف، ولكن هناك العديد من الأشياء المختلفة التي تشكل هذا التجمع”.
