أعلنت هيئة الصحة في ولاية كوينزلاند الأسترالية عن اكتشاف فيروس التهاب الدماغ الياباني (JEV) لأول مرة في ضاحية هيمانت بشرق بريسبان وذلك خلال عمليات مراقبة روتينية للبعوض يوم الجمعة الماضي.
ويُعد هذا الفيروس، الذي ينقله البعوض، مسببا لأمراض عصبية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة، خاصةً مع تفاقم الظروف البيئية جراء الفيضانات التي أعقبت الإعصار الاستوائي “ألفريد”.
وأشارت السلطات إلى أن الطقس الدافئ والرطب الذي ساد مؤخرا، إلى جانب الفيضانات، أوجد بيئة مثالية لتكاثر البعوض، مما دفعها لإطلاق تحذيرات عاجلة من ارتفاع خطر انتشار الأمراض المنقولة عبر هذه الحشرات.
وأكدت الدكتورة هايدي كارول، كبيرة مسؤولي الصحة بالولاية، أن الاكتشاف يُعد الأول من نوعه في بريسبان، مما يشير إلى احتمالية وجود أعداد كبيرة من البعوض الحامل للفيروس في مناطق متفرقة من كوينزلاند.
الأعراض والإجراءات الوقائية:
أوضحت كارول أن معظم المصابين بالفيروس قد لا تظهر عليهم أعراض، أو يعانون من أعراض خفيفة تشمل الحمى والصداع وآلام البطن، لكن الحالات الشديدة يمكن أن تتطور إلى التهاب دماغي قاتل خلال 5 إلى 15 يوما من اللدغة، وحثت السكان على اتباع إجراءات وقائية مثل:
- استخدام طاردات الحشرات التي تحتوي على “DEET” أو “بيكاريدين”.
- ارتداء ملابس طويلة وفضفاضة بألوان فاتحة.
- إزالة المياه الراكدة حول المنازل التي تُشكل بيئة خصبة لتكاثر البعوض.
- استعمال لفائف البعوض وأجهزة التبخير في الأماكن المفتوحة.
الفئات الأكثر عرضة والتطعيمات:
نبهت الهيئة إلى أن عمال مزارع الخنازير والأطباء البيطريين والمقيمين بالقرب من هذه المزارع هم الأكثر عرضة للإصابة، نظرًا لدور الخنازير والطيور الخواضة في نقل الفيروس إلى البعوض.
وأكدت أن التطعيم ضد الفيروس متاح مجانا لهذه الفئات عبر العيادات والصيدليات المختارة، داعيةً السكان إلى التحقق من حالة تطعيمهم.
خلفية عن الفيروس وحالات سابقة:
يأتي هذا الاكتشاف بعد تسجيل أول حالة إصابة بشرية محلية بالفيروس في كوينزلاند منذ عام 2022، والتي رُجح أن تكون قد تعرضت للعدوى قرب منطقة “دارلينج داونز”.
كما أعلنت ولاية نيو ساوث ويلز المجاورة عن وفاة رجل في السبعينيات الأسبوع الماضي بسبب الفيروس، ليسجل بذلك ثاني حالة وفاة بالولاية هذا العام.
تحذيرات موسعة:
بدوره، حذر الدكتور جيريمي ماكانولتي، مدير الصحة العامة في نيو ساوث ويلز، من خطورة الأمراض المنقولة بالبعوض، خاصةً مع استمرار عمليات تنظيف ما بعد الفيضانات التي تترك مياها راكدة تُغذي تكاثر الحشرات.
وأكدت السلطات في كلا الولايتين على ضرورة التعامل بجدية مع هذه التهديدات الصحية، مع استمرار مراقبة البعوض وتعزيز حملات التوعية.