Take a fresh look at your lifestyle.

قصة طاهية لبنانية هاجرت الي أستراليا قبل ٥٠ عاما

في بلد متعدد الثقافات مثل أستراليا، يحرص المهاجرون على جلب الأطعمة التي تذكرهم بالوطن الأم، ومع مرور السنوات وارتفاع وتيرة الهجرة، أصبحت خيارات الطعام المتاحة أمام الأستراليين كثيرة ومن النكهات التي طُبعت في ذاكرتهم وصارت جزءً من حياتهم اليومية تلك المرتبطة بالمطبخ اللبناني الذي يعكس تنوع هذا البلد الصغير حجماً والكبير بعداد مواطنيه الذين هاجروا إلى أستراليا في منذ أكثر من قرن من الزمان.

اللبنانية سعاد دهمان أو “سو” كما يروق لها أن تسمي نفسها منذ وصولها إلى سيدني قبل 50 عاماً، تمكنت من أن تصبح سفيرة لمطبخ بلدها، وهي تدير اليوم من منزلها صفوفاً لتعليم أساسيات الطهي اللبناني والاجتماع بعد “الدرس” على مائدة “بيتوتية” تنقل لك نفحات من روح لبنان المشهور بموائده السخية.

وقالت سو دهمان في حديث لأس بي أس عربي24: “مشروعي لتعليم النساء الطهي اللبناني، لا يقتصر على الأستراليين فقط فهناك مهاجرين من فرنسا واليونان وايطاليا مهتمون بالطبخ اللبناني.”

وبما أن اللبنانيين هاجروا إلى أستراليا منذ زمن طويل، أصبح هناك جيل ثانِ وثالث يرغب في الاتصال أكثر بجذوره والطعام من أوضح الجسور التي تبقينا على اتصال ليس فقط بنكهات اعتدنا عليها بل يرتبط بأجواء عائلية ولذا فمن غير المستغرب أن “نصف الطلاب في تلك الصفوف من أبناء العائلات اللبنانية” كما تقول سو ولكنهم غير قادرين على تعلم الطبخ من الأم التي قد لا تتقن نقل وصفة التحضير بشكل دقيق ووفق مقادير محددة.

ولم يقتصر نشاط سو على حصص الطبخ بل قامت كذلك بإصدار كتاب بعنوان Teta’s Lebanese Kitchen وحقق نجاحا كبيرا دفعها لإصدار كتاب ثانِ شمل أكلات أكثر من دول حوض البحر المتوسط وحمل عنوان Teta’s Mediterranean Kitchen.

“في الكتاب الثاني، جمعت وصفات الطعام التي أعجبتني من كل مكان سافرت إليه.. من تركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وإيران والعراق وغيرها.”

الهجرة مرتين

ولدت سو في لبنان ولم تغادر إلا في عمر السادسة عشر تقريباً برفقة زوجها الذي كان مصراً على مغادرة الوطن وكانت وجهتهم الأولى كندا ولكن برودة الجو هناك دفعهم إلى حزم الحقائب والهجرة مجدداً باتجاه أستراليا لتصل العائلة الصغيرة إلى سيدني في حزيران يونيو من عام 1970.

وكأي مهاجر جديد، شعرت سو بالعزلة: “كنت صغيرة، لا يتجاوز عمري 21 عاما، ولم يكن لدي أحد أعرفه هنا، فشعرت بالضيق ولكن بعد عدة أشهر بدأت اعتاد الوضع.”

استقرت العائلة في منطقة Redfern في سيدني حيث كانت الكنيسة اللبنانية الوحيدة آنذاك وهي كنيسة مار مارون: “في صباح كل أحد، كان اللبنانيون يتوافدون إلى الكنيسة ليقابلوا بعضهم البعض، وكان أول سوبر ماركت لبناني بجوار الكنيسة، فكان الناس يذهبون للتسوق بعد القداس.”

“منذ كنا أطفالاً اعتدنا أن يبقى بيتنا مفتوحاً للضيوف” تقول سو التي قررت في بداية وصولها فتح بيتها أمام أبناء الجالية اللبنانية فكانوا يجتمعون عندها لشرب فنجان قهوة أو تناول طعام الغداء.

وتمكنت سو من مساعدة القادمين الجدد في الدوائر الحكومية والمصارف حيث كانت ملمة باللغة الانجليزية. وبعد ذلك انخرطت في العمل في مجال المصرفي وأدارت أحد فروع مصرف Westpac إلى أن وصلت إلى سن التقاعد.

Sue Dahman

سو مع ابنتها وحفيدتها

الطباخة الشغوفة التي تبلغ من العمر الآن 72 عاماً، بدأت تشعر بتسلل الفراغ والملل إلى حياتها بعد التقاعد، وبما أنها تهوى الضيافة وتعتز بارثها اللبناني قررت استئناف العمل ولكن بشكل مختلف: “فكرت فيما أرغب في فعله، وقررت أنه أن يكون شيئاً متعلقاً بالطهي والطعام.”

لدى سو دهمان ثلاثة أولاد وبنت واحدة، وكلهم قد تعلموا الطهي إلا واحد فقط: “ابنتي تطبخ جيدا، ولكن ليس الأكل اللبناني، أما حفيدتي التي تبلغ 11 عاما، فإنها تلف ورق العنب أحسن من الكبار.”

وأخيراً قالت دهمان إن أهم أسرار التميز في الطهي تتلخص في النظافة وحس التجريب وبالطبع “النفَس الطيب” أي الطبخ بحب وأمانة مما ينعكس بكل تأكيد في الأطباق التي يتبارى الطلاب في تطبيقها بناءً على تعليماتها ليتذوقوا في النهاية مصنوعات أياديهم.

لبناني يحكي قصة هجرته وحياته في أستراليا منذ ٥٢ عاما

طرد مغتصب من أستراليا على الرغم من عيشه في البلاد لأكثر من 50 عامًا

Leave A Reply

Your email address will not be published.